تسعى تركيا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة دون نجاح حتى الآن، ولكن قد تكون هناك خطوة أولى مهمة نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الطريق. وقد سلطت المفوضية الأوروبية الضوء على تركيا ومنطقة غرب البلقان في حزمة التوسيع التي تم تحديثها مؤخرًا لعام 2021. وفي هذا التحديث، فصّل الاتحاد الأوروبي الخطوات التي يجب على تركيا ودول غرب البلقان الأخرى اتخاذها من أجل النظر في انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
كخطوة أولى لتصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي وكجزء من اتفاقية إعادة القبول بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، قدم الاتحاد الأوروبي عملية تحرير التأشيرة للمواطنين الأتراك الراغبين في زيارة أي من دول الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء في منطقة الشنغن لمدة تصل إلى 90 يومًا في أي فترة 180 يومًا كما هو الحال مع حاملي تأشيرة الشنغن. في مقابل هذا الامتياز الخاص بتحرير التأشيرة، كانت تركيا ملزمة بتلبية عدد من المتطلبات التي حددتها المفوضية الأوروبية. على الرغم من أن تركيا قد استوفت بالفعل بعض هذه الشروط، إلا أن العديد من هذه الشروط لم يتم العمل بها بعد، ولا يمكن للبلد الوصول إلى نظام تحرير التأشيرة حتى ترضى المفوضية الأوروبية تمامًا.
الشروط والأحكام المطبقة
لكي يتأهل مواطنوها لخطة تحرير تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، كان على تركيا أن تستوفي 72 شرطًا وضعتها المفوضية الأوروبية. ومن بين هذه الشروط الـ 72 لم يتبق سوى خمسة شروط فقط ولكنها مهمة للغاية:
الشروط الخمسة التي لا يزال يتعين الوفاء بها هي
- الامتثال الكامل لمعايير الاتحاد الأوروبي لتشريعات البيانات الشخصية.
- التعاون القضائي الكامل مع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمسائل الجنائية.
- إبرام واستكمال الاتفاقيات التشغيلية مع الشرطة الأوروبية (اليوروبول).
- مواصلة مكافحة الإجرام والفساد.
- إعادة تقييم إجراءات التشريعات التركية المتعلقة بالإرهاب لتتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي.
قد يؤدي الفشل في تلبية هذه المتطلبات المتبقية إلى القضاء على أي آمال في قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور.
تركيا والاتحاد الأوروبي
تقع تركيا على الطرف الشرقي الأقصى لأوروبا، وهي الجسر بين الشرق والغرب، ومن المهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي أن يحافظ على علاقة جيدة مع هذا البلد. كما يُنظر إليها كشريك مهم للاتحاد الأوروبي في مسائل التجارة والأمن والدبلوماسية. منذ عام 2021، يجري الاتحاد الأوروبي والسلطات التركية مناقشات حول مستقبل تركيا مع أوروبا الحريصة على تعزيز العلاقات في منطقة البلقان. ومن شأن تحسين العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي أن يعود بالفائدة على الجانبين من حيث زيادة التجارة وتحسين أمن الحدود بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
لماذا يُعد تحرير التأشيرات مهمًا لتركيا
إذا تم قبول تركيا في نظام تحرير التأشيرات في الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا ستنضم إلى أكثر من ستين دولة أخرى يمكن لمواطنيها حالياً زيارة أوروبا والسفر عبرها دون الحاجة إلى تأشيرة. وهناك ميزة إضافية تتمثل في أنه بمجرد دخول نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS ) حيز التنفيذ في 2025 سيكون حاملو جوازات السفر التركية مؤهلين أيضاً وبالتالي سيتجنبون الاضطرار إلى تقديم المعلومات المطلوبة من المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي عند التقدم بطلب للحصول على نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي.
كما يُنظر إليه أيضاً كخطوة أولى نحو قبول تركيا من قبل الاتحاد الأوروبي حيث سيتم حل العديد من القضايا الأمنية خلال عملية تحرير التأشيرة، وسيكون ذلك بمثابة دفعة لآمال تركيا في الحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي.
تأشيرة شنجن المطلوبة حالياً
إلى أن تستوفي تركيا جميع الشروط التي حددتها مفوضية الاتحاد الأوروبي، لن تحصل البلاد على امتياز السفر الأوروبي المعفي من التأشيرة. كما هو الحال الآن، يحتاج المواطنون الأتراك الراغبون في زيارة أوروبا، لأي غرض أو فترة زمنية مهما كانت، إلى تأشيرة للقيام بذلك. ومن المحتمل أن تكون تأشيرة شنجن التي تغطي جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنجن. على عكس طلب تأشيرة ETIAS الذي يتم إكماله بسهولة (وفقط) عبر الإنترنت، يجب تسليم تأشيرة شنجن شخصيًا في سفارة البلد الذي تتم زيارته.
تعتبر عملية تقديم طلب تأ شيرة شنجن أكثر تعقيداً من تأشيرة ETIAS حيث أنها لا تتطلب فقط الحضور الشخصي إلى السفارة ولكن يجب على مقدم الطلب أيضاً تقديم الوثائق ذات الصلة المتعلقة بالزيارة المقصودة بما في ذلك تفاصيل الرحلات الجوية والإقامة ومدة الإقامة وخطط السفر وما إلى ذلك.
يجب على المتقدمين الأتراك للحصول على تأشيرة شنجن:
- دفع رسوم تأشيرة شنجن ذات الصلة.
- امتلاك جواز سفر ساري المفعول وساري المفعول.
- تقديم صورتين فوتوغرافيتين مقبولتين لجواز السفر.
- تقديم ما يثبت وجود أموال كافية لتغطية تكاليف الزيارة.
- تقديم تفاصيل الإقامة المحجوزة للرحلة الأوروبية.
هناك أيضاً أنواع مختلفة من تأشيرات شنغن للدخول مرة واحدة أو الدخول المتعدد أو لبلدان متعددة داخل منطقة شنغن. تُغني تأشيرة ETIAS، بمجرد منحها، عن الحاجة إلى ذلك مما يجعلها أكثر جاذبية للمواطنين الأتراك وغيرهم من غير مواطني الاتحاد الأوروبي.
الخطط المستقبلية
إن هدف تركيا على المدى الطويل هو أن تصبح عضواً كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي وقبولها في برنامج الاتحاد الأوروبي لتحرير التأشيرات هو خطوة أولى مهمة. وسيعني قبول تركيا في البرنامج أن المفوضية الأوروبية قد اقتنعت بأن تركيا تتبع (وستتبع) جميع بروتوكولات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية والإرهابية وستتعاون بشكل كامل مع الشرطة والسلطات الأمنية الأوروبية.
إن حزمة التوسيع هي عملية مستمرة وستواصل المفوضية الأوروبية مراقبة أداء تركيا في جميع المجالات ذات الصلة حتى تقتنع بأن تركيا هي إضافة مرحب بها إلى الاتحاد الأوروبي وليست مدعاة للقلق.
ومن شأن إعفاء المواطنين ورجال الأعمال الأتراك من التأشيرات أن يوفر دفعة اقتصادية للبلاد ويساعد على بناء علاقات مع مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبمجرد تنفيذ خطة تحرير التأشيرات للمواطنين الأتراك، فإن ذلك يفتح الباب أمام تركيا للتقدم بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي الموسع وقبولها كعضو جديد في الاتحاد الأوروبي الموسع.