مجلس الاتحاد الأوروبي يدفع عملية رقمنة عملية تأشيرة شنغن إلى الأمام

مجلس الاتحاد الأوروبي يدفع عملية رقمنة عملية تأشيرة شنغن إلى الأمام

في قرار تاريخي، أقر مجلس الاتحاد الأوروبي خطوة مهمة نحو تحديث إجراءات السفر من خلال الموافقة على رقمنة عملية تقديم طلبات تأشيرة شنغن.

من المقرر أن تُحدث هذه الخطوة التحويلية ثورة في كيفية تقديم الأفراد لتأشيرات الدخول إلى منطقة شنغن، مما يوفر تجربة تقديم طلبات أكثر انسيابية وكفاءة.

قفزة نحو التحديث

تمثل موافقة المجلس الأوروبي نقلة حاسمة من الطرق التقليدية لتقديم طلبات التأشيرة إلى منصة رقمية .

وفقًا للمجلس، سيتم إنشاء منصة مركزية لطلب تأشيرة الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لمقدمي الطلبات بتقديم طلبات التأشيرة عبر الإنترنت، مع استثناءات قليلة فقط تتطلب زيارات شخصية.

ستكون هذه المنصة متاحة لجميع طلبات الحصول على تأشيرة شنجن، وهي مصممة لتكون سهلة الاستخدام، مما يتيح لمقدمي الطلبات إدخال المعلومات وتحميل نسخ إلكترونية من وثائق السفر ودفع رسوم التأشيرة بسهولة عبر الإنترنت.

سيتم أيضًا إرسال الإخطارات المتعلقة بقرارات التأشيرة من خلال هذه المنصة.

وبموجب اللوائح الجديدة، سيصبح الحضور الشخصي إلى القنصليات غير ضروري إلى حد كبير، باستثناء المتقدمين لأول مرة، وأولئك الذين لديهم بيانات بيومترية منتهية الصلاحية، والأفراد الذين لديهم وثائق سفر جديدة.

يمثل هذا الانخفاض الكبير في متطلبات الحضور الشخصي تقدماً كبيراً نحو عملية طلب تأشيرة أكثر سهولة.

كما أنرقمنة عملية الحصول على تأشيرة شنجن تُدخل أيضًا تحديثًا تكنولوجيًا كبيرًا. سيتم استبدال ملصق التأشيرة التقليدي بملصق التأشيرة التقليدي برمز شيفرة موقّع مشفّر، مما يجعل عملية التأشيرة تتماشى مع المعايير التكنولوجية الحديثة.

لا يضمن هذا التحديث مستوى أعلى من الحماية لوثائق التأشيرة فحسب، بل يقلل أيضًا من إمكانية تزوير التأشيرات.

تأثير التحول الرقمي على الزوار

بالنسبة لزوار الاتحاد الأوروبي، ستؤدي رقمنة عملية تأشيرة شنغن إلى تبسيط عملية تخطيط السفر إلى حد كبير.

يلغي النظام الجديد الحاجة إلى زيارة القنصلية بالنسبة لمعظم المتقدمين، مما يقلل من الوقت والجهد اللازمين للحصول على التأشيرة.

كما ستقرر المنصة الإلكترونية سهلة الاستخدام عبر الإنترنت تلقائيًا البلد الذي سيقوم بمعالجة الطلبات تلقائيًا لأولئك الذين يخططون لزيارة عدة دول من دول شنغن، على الرغم من أنه لا يزال بإمكان المتقدمين الإشارة إلى تفضيلهم لبلد معين لمعالجة طلباتهم.

بالإضافة إلى ذلك، لن يحتاج المواطنون من أكثر من 60 دولة، بما في ذلك أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، إلى تأشيرات شنغن للزيارات القصيرة. ومعذلك، سيحتاجون قريبًا إلى تقديم طلب عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة دخول تم فحصها مسبقًا عبر نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS)، على غرار نظام ESTA الأمريكي .

يهدف نظام ETIAS إلى تبسيط تصاريح السفر للزائرين المؤهلين إلى منطقة شنغن، وتعزيز الأمن مع الحفاظ على سهولة السفر للسياح والزائرين لفترات قصيرة.

وفي الوقت نفسه، فإن النظام الجديد مفيد بشكل خاص للمسافرين لفترات طويلة والمهاجرين، بما في ذلك العائلات والمستثمرين والرحالة الرقميين والطلاب.

من خلال تبسيط عملية تقديم الطلبات وتقليل الحاجة إلى زيارة القنصليات، تسهل مبادرة الرقمنة على هذه المجموعات التخطيط للإقامة لفترات طويلة أو الانتقال إلى منطقة شنغن.

يمكن أن تؤدي سهولة تقديم الطلبات عبر الإنترنت وتسريع أوقات المعالجة إلى تعزيز تجربة أولئك الذين يسعون للحصول على تأشيرات طويلة الأجل أو تصاريح إقامة داخل الاتحاد الأوروبي.

التنفيذ والآفاق المستقبلية

في حين أنه لم يتم الكشف عن الموعد المحدد لبدء عملية تقديم طلبات التأشيرة عبر الإنترنت، فقد ذكرت سلطات الاتحاد الأوروبي أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد أن تصبح منصة التأشيرة والتأشيرة الرقمية جاهزة.

وبمجرد التوقيع على اللوائح، سيتم نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي وستصبح سارية المفعول في اليوم العشرين التالي لنشرها.

وقد سلط فرناندو غراندي مارلاسكا غوميز، وزير الداخلية الإسباني، الضوء على أهمية هذا القرار، مشيرًا إلى أن عملية طلب التأشيرة عبر الإنترنت ستغير قواعد اللعبة، مما يبسط العملية للمسافرين ويخفف العبء على الإدارات الوطنية.

يمثل قرار مجلس الاتحاد الأوروبي برقمنة عملية طلب تأشيرة شنغن لحظة محورية في تطور إجراءات السفر والهجرة داخل الاتحاد الأوروبي. تُعد هذه المبادرة، التي من المتوقع أن تُسهم في تبسيط وتسريع عملية تقديم طلبات التأشيرة، استجابة تطلعية للطلبات المتزايدة على الكفاءة وسهولة الوصول في السفر العالمي.

مع استمرار الاتحاد الأوروبي في تنفيذ هذه التغييرات، من المتوقع أن تكون الفوائد التي ستعود على المسافرين والمهاجرين والإدارات على حد سواء كبيرة، مما يمثل حقبة جديدة في عملية تأشيرة شنغن.