عمليات التفتيش الجديدة على حدود الاتحاد الأوروبي تثير المخاوف في كينت

عمليات التفتيش الجديدة على حدود الاتحاد الأوروبي تثير المخاوف في كينت

يدق قادة مجلس كينت ناقوس الخطر بشأن الاضطرابات المحتملة في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لتطبيق عمليات تفتيش جديدة على الحدود في وقت لاحق من هذا العام.

من المقرر أن يغير نظام الدخول والخروج (EES ) كيفية دخول وخروج الزوار من خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المسافرين البريطانيين، من منطقة شنغن، مما يثير المخاوف بشأن التأخير والازدحام عند نقاط العبور الرئيسية.

كينت تستعد للاختناقات الحدودية

قد تواجه مقاطعة كينت الخلابة، التي غالباً ما يطلق عليها اسم "حديقة إنجلترا"، قريباً سيناريو أقل وردية.

يشعر القادة المحليون بالقلق من أن عمليات التفتيش الحدودية الجديدة للاتحاد الأوروبي يمكن أن تحول منطقتهم إلى موقف ضخم للشاحنات والسياح على حد سواء.

سيطلب نظام EES، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في العاشر من نوفمبر، من الزائرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي تسجيل بياناتهم البيومترية عند دخول منطقة شنغن.

وهذا يعني أن المسافرين سيحتاجون إلى تقديم بصمات أصابعهم والتقاط صور لهم، بالإضافة إلى الإجابة عن أسئلة حول رحلتهم.

بالنسبة لكينت، التي تمثل بوابة مهمة بين المملكة المتحدة وأوروبا القارية، فإن هذه الإجراءات الجديدة قد تسبب مشاكل بالنسبة لكينت، التي تمثل بوابة مهمة بين المملكة المتحدة وأوروبا القارية.

فالمقاطعة هي موطن لنقاط عبور رئيسية مثل ميناء دوفر ونفق يوروتونيل في فولكستون، حيث يمر ملايين الركاب والبضائع كل عام.

نداء إلى الحكومة لاتخاذ إجراء

في مواجهة التغييرات التي تلوح في الأفق، كتب قادة مجالس كينت رسالة إلى وزيرة النقل لويز هاي، يحثون فيها الحكومة على اتخاذ "إجراء عاجل" لتقليل الاضطرابات المحتملة.

تحذر الرسالة، التي وقّع عليها قادة 14 مجلسًا في جميع أنحاء كينت، من أن عمليات التفتيش الجديدة "تهدد بحدوث تأخيرات خطيرة للغاية" لكل من التجارة الدولية والمسافرين.

يدعو قادة المجالس الحكومة إلى "[الاعتراف] بخطر الاضطراب الشديد" وتقديم الدعم لإدارة التحديات المتوقعة.

أكد روجر غوف، رئيس مجلس مقاطعة كنت، على خطورة الوضع:

"كينت هي البوابة إلى أوروبا، والمضيق القصير هو أهم نقطة دخول إلى القارة بالنسبة للمملكة المتحدة بأكملها. إذا تعطلت كينت ستتأثر سلاسل التوريد بشكل أساسي، وبالتالي فإن تنفيذ فحوصات EES ليست مشكلة كينت فقط - بل مشكلة وطنية."

Kent County Hall

(الصورة مقدمة من موقع KentLive News)

الاستعداد للأسوأ والأمل في الأفضل

في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف، فإن الجهود جارية للاستعداد للنظام الجديد.

حيث يعمل كل من ميناء دوفر وموقع فولكستون التابع لشركة Eurotunnel على تنفيذ تدابير للتعامل مع متطلبات نظام EES.

ومع ذلك، يرى قادة كينت أن هناك المزيد مما يجب القيام به. إنهم يطلبون من الحكومة عدة إجراءات رئيسية:

  1. الوصول إلى نمذجة البيانات والجداول الزمنية لفهم التأثير المحتمل بشكل أفضل

  2. تمويل الموارد والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع الاضطرابات المتوقعة

  3. التعاون مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول تكنولوجية لتسريع عملية معالجة المسافرين

  4. تطوير طرق مستدامة وطويلة الأجل لإدارة حركة المرور عبر القناة

وقد ردت وزارة النقل على هذه المخاوف، مشيرةً إلى أنها "تراجع الاستعدادات التي تم إجراؤها حتى الآن" وتعمل عن كثب مع مختلف أصحاب المصلحة لضمان التنفيذ السلس لعمليات التفتيش الجديدة.

وقال متحدث باسم الوزارة:

"وهذا يشمل التأكد من أن الموانئ وشركات النقل لديها التكنولوجيا والعمليات المناسبة في مكانها الصحيح حتى يمكن أن يتم تسجيل EES بأكبر قدر ممكن من السلاسة."

الصورة الأكبر للتغييرات الحدودية

إن إدخال نظام EES هو جزء من تحول أوسع في كيفية إدارة الاتحاد الأوروبي لحدوده.

وهناك نظام آخر يلوح في الأفق وهو النظام الأوروبي لمعلومات وتصاريح السفر (ETIAS)، والذي سيتطلب من الزوار من خارج الاتحاد الأوروبي الحصول على تصريح مسبق للسفر للإقامة القصيرة في منطقة شنغن.

تعكس هذه التغييرات جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز أمن الحدود وتبسيط إجراءات السفر.

ومع ذلك، فإنها تمثل أيضًا تحديات لدول مثل المملكة المتحدة، التي تجد نفسها الآن على الجانب الآخر من هذه المتطلبات الجديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

UK border sign at Hethrow Airport

(الصورة مقدمة من توبي ميلفيل عبر رويترز)

الآثار المضاعفة المحتملة على التجارة والسياحة

تمتد المخاوف التي أثارها قادة كينت إلى ما هو أبعد من مجرد مضايقات السفر. فهناك مخاوف بشأن التأثير المحتمل على التجارة والاقتصاد المحلي.

تُعد كينت حلقة وصل أساسية في سلسلة التوريد في المملكة المتحدة، حيث يمر ربع المواد الغذائية المستوردة إلى المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عبر ميناء دوفر ونفق يوروتونيل.

وقد يكون لأي تأخير كبير في نقاط العبور هذه عواقب بعيدة المدى على الشركات والمستهلكين في البلاد.

كما يمكن أن تتضرر السياحة، وهي جزء حيوي آخر من اقتصاد كينت، من جراء ذلك.

قد يؤدي احتمال وجود طوابير طويلة وأوقات انتظار طويلة إلى ردع بعض المسافرين عن القيام بالرحلة، مما قد يؤثر على الشركات المحلية التي تعتمد على إنفاق الزوار.

دعوة لإيجاد حلول تكنولوجية

أحد الطلبات الرئيسية من قادة كينت هو أن تعمل الحكومة مع الاتحاد الأوروبي على إيجاد حلول تكنولوجية لتسريع عملية عبور الحدود.

يمكن أن يشمل ذلك تطوير أنظمة أكثر كفاءة لالتقاط البيانات البيومترية ومعالجتها، أو إيجاد طرق للمسافرين لتسجيل معلوماتهم مسبقاً قبل الوصول إلى الحدود.

يواجه ميناء دوفر، على وجه الخصوص، تحديات بسبب المساحة المحدودة لتنفيذ عمليات الفحص الجديدة.

سيكون من الضروري إيجاد طرق لمعالجة المسافرين بسرعة أكبر، سواء في الموقع أو ربما خارج الموقع، من أجل تقليل الاضطرابات إلى الحد الأدنى.

Airport biometrics

(الصورة مقدمة من شركة إيربورت تكنولوجي)

الاستعداد لعصر جديد من السفر

مع اقتراب موعد تطبيق نظام EES، يجب أن يكون المسافرون الذين يخططون للرحلات إلى الاتحاد الأوروبي على دراية بالتغييرات القادمة:

  1. أوقات انتظار أطول: يجب أن يكون المسافرون مستعدين لاحتمال وجود طوابير انتظار أطول عند المعابر الحدودية، خاصة خلال فترات ذروة السفر.

  2. التسجيل البيومتري: سيحتاج المسافرون إلى تقديم بصمات أصابعهم والتقاط صور لهم في أول رحلة لهم إلى الاتحاد الأوروبي بموجب النظام الجديد.

  3. التخطيط المسبق: يجب على المسافرين التفكير في إتاحة وقت إضافي لعبور الحدود والبقاء على اطلاع على أي تحديثات أو توصيات من سلطات السفر.

  4. متطلبات جواز السفر: يجب أن تستوفي جوازات السفر متطلبات صلاحية الاتحاد الأوروبي، والتي قد تكون مختلفة عما اعتاد عليه المسافرون.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للزوار والمهاجرين من الاتحاد الأوروبي

يمثل إدخال نظام EES، إلى جانب نظام ETIAS القادم، تحولاً كبيراً في كيفية دخول المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المواطنين البريطانيين، إلى منطقة شنغن. ستؤثر هذه التغييرات على كل من الزائرين لفترات قصيرة وأولئك الذين يخططون للإقامة لفترات أطول.

بالنسبة للزائرين لفترات قصيرة، سيكون التأثير الرئيسي هو عملية التسجيل الأولية وأوقات الانتظار الأطول المحتملة على الحدود.

ومع ذلك، بمجرد تسجيلهم في نظام EES، من المفترض أن تكون الرحلات اللاحقة أكثر سلاسة لأن النظام سيكون لديه بالفعل معلوماتهم.

قد يواجه الزائرون والمهاجرون إلى دول الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة تدقيقًا إضافيًا.

سيسهل نظام EES على السلطات تتبع تواريخ الدخول والخروج، مما يضمن الامتثال للوائح التأشيرات ومدد الإقامة المسموح بها. وقد يؤدي ذلك إلى تطبيق أكثر صرامة لقواعد تجاوز مدة الإقامة المسموح بها.

سيضيف نظام EIAS، المقرر إطلاقه في عام 2025، طبقة أخرى إلى العملية.

على الرغم من أنها ليست تأشيرة، إلا أنها ستتطلب تصريحًا مسبقًا للسفر، على غرار نظام ESTA الأمريكي. وهذا يعني المزيد من التخطيط المسبق للرحلات إلى منطقة الشنغن.

تتماشى هذه الأنظمة مع هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في تعزيز أمن الحدود مع تسهيل سفر الزوار الشرعيين.

ومع ذلك، فإنها تمثل أيضًا تغييرًا كبيرًا بالنسبة للمسافرين البريطانيين الذين اعتادوا في السابق على السفر بدون احتكاك نسبيًا داخل الاتحاد الأوروبي.

إعادة تشكيل سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي

يعكس تنفيذ نظامي EES وETIAS اتجاهاً أوسع نطاقاً في سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي نحو زيادة الرقمنة والنهج القائمة على البيانات.

ستزود هذه الأنظمة دول الاتحاد الأوروبي ببيانات أكثر شمولاً عن الأشخاص الذين يدخلون ويغادرون منطقة شنغن، مما قد يؤثر على قرارات السياسة المستقبلية.

بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تؤدي هذه الأدوات الجديدة إلى ضوابط هجرة أكثر استهدافًا وفعالية.

قد تؤدي القدرة على تتبع حالات الإقامة الزائدة بشكل أكثر دقة إلى تطبيق أكثر صرامة للقواعد الحالية.

في الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي ثروة البيانات التي يتم توليدها إلى إجراء تغييرات في السياسات، مما قد يؤدي إلى تعديلات في سياسات التأشيرات أو متطلبات الدخول لجنسيات معينة.

تمثل الأنظمة أيضًا خطوة نحو مواءمة مراقبة الحدود في جميع أنحاء منطقة شنغن، مما قد يؤدي إلى تطبيق أكثر اتساقًا لقواعد الهجرة في مختلف دول الاتحاد الأوروبي.

قد يؤدي ذلك إلى تبسيط بعض جوانب الهجرة بالنسبة لمواطني الدول الثالثة، ولكنه قد يعني أيضًا مرونة أقل في كيفية إدارة كل دولة على حدة لحدودها.

مع ظهور هذه التغييرات، من المحتمل أن تكون هناك مناقشات مستمرة وتعديلات محتملة على سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

سيظل التوازن بين تيسير السفر المشروع والحفاظ على الأمن محور التركيز الرئيسي، حيث ستظل سياسة الاتحاد الأوروبي للهجرة الأوروبية ومبادرة الاتحاد الأوروبي للهجرة الدولية تؤدي أدوارًا محورية في هذا المشهد المتطور.

الإبحار في الطريق إلى الأمام

في الوقت الذي تستعد فيه كينت لعمليات التفتيش الجديدة على حدود الاتحاد الأوروبي، يؤكد الوضع على الحقائق المعقدة لبريطانيا ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تعكس التحديات التي تواجه هذه المقاطعة الجنوبية الشرقية قضايا أوسع نطاقاً تتعلق بالتجارة الدولية والسياحة والتعاون عبر الحدود في أوروبا المتغيرة.

وفي حين أن المخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة صحيحة، إلا أنها تمثل أيضًا فرصة للابتكار والتكيف.

ستكون الأشهر القادمة حاسمة حيث تعمل الحكومات والسلطات المحلية وأصحاب المصلحة في صناعة السفر على تنفيذ الحلول وتقليل الآثار على المسافرين والشركات على حد سواء.