تبادل بيانات سجلات حركة المسافرين بين سويسرا والاتحاد الأوروبي يمضي قدمًا

تبادل بيانات سجلات حركة المسافرين بين سويسرا والاتحاد الأوروبي يمضي قدمًا

في خطوة نحو تعزيز الأمن الداخلي في منطقة شنغن، أقرت سويسرا تفويضًا للتفاوض بشأن تبادل بيانات سجل أسماء المسافرين مع الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما ذكرته سويس إنفو.

تهدف هذه المبادرة، التي أقرها المجلس الاتحادي السويسري في 1 نوفمبر، إلى سد الثغرات الأمنية وتعزيز التعاون الشرطي، مع حماية مكانة سويسرا كمركز تجاري.

السجل الوطني السويسري: إجراء لمكافحة الجريمة

وفقًا للمفوضية الأوروبية (EC)، تتكون بيانات السجل الوطني للمسافرين من المعلومات التي يقدمها الركاب إلى شركات الطيران لعمليات الحجز وتسجيل الوصول. وتشمل هذه البيانات:

  • تواريخ السفر
  • خط سير الرحلة
  • تفاصيل التذكرة
  • معلومات الاتصال
  • وكيل السفر
  • معلومات الدفع
  • رقم المقعد
  • تفاصيل الأمتعة

تُعد بيانات سجل أسماء المسافرين ذات قيمة كبيرة بالنسبة لأجهزة إنفاذ القانون لأنها تساعد في تحديد أنماط السفر المشبوهة وشركاء المجرمين والإرهابيين، لا سيما أولئك غير المعروفين للسلطات. وهي تساعد في منع ومكافحة الجرائم الخطيرة مثل الإرهاب وجرائم المخدرات والاتجار بالبشر واستغلال الأطفال.

جهود متضافرة ضد الجريمة

يسلط المجلس الاتحادي الضوء على أن الاتفاقية لا تندرج ضمن نطاق مكتسبات اتفاقية شنغن؛ ومن ثم يلزم وجود تفويض محدد. تحدد الولاية التفاوضية المقترحة أهدافاً واضحة

  • إنشاء قاعدة قانونية لشركات الطيران السويسرية لنقل البيانات إلى دول الاتحاد الأوروبي
  • إعادة تسليم البيانات إلى سويسرا بالمثل
  • تحديد جمع واستخدام وحماية بيانات سجلات المسافرين الشخصية داخل المجال الجوي الأوروبي.

من جانبه،قدم الاتحاد الأوروبي (EU) بالفعل توصيات لبدء المناقشات مع أيسلندا والنرويج وسويسرا في سبتمبر 2023.

ويدعمهذا التفويض توجيه الاتحاد الأوروبي لعام 2016 الذي يركز على استخدام بيانات السجلات الوطنية الشخصية لإحباط الأعمال الإرهابية والجرائم الخطيرة والتحقيق فيها. تؤكد المفوضية الأوروبية على فعالية بيانات السجل الوطني العمومي في تحقيق هذه الأهداف الأمنية، وبالتالي ضمان السلامة العامة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي التي لا حدود لها.

وقبل المضي قدمًا في المفاوضات، سيخضع التفويض لتدقيق لجان السياسة الخارجية للمجالس الاتحادية ومؤتمر حكومات الكانتونات. وهذه الخطوة ضرورية للحفاظ على موقف جماعي بشأن مخاوف الأمن القومي.

الآثار المترتبة على سويسرا ومنطقة شنغن

يمثل قرار سويسرا بإبرام هذه الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي خطوة مهمة في تعزيز البنية التحتية الأمنية لمنطقة شنغن. وتهدف سويسرا، من خلال الاندماج في نظام السجل الوطني للسفر، إلى القضاء على دورها كنقطة عمياء محتملة للأنشطة الإجرامية، وبالتالي ضمان بيئة أكثر أمنًا لمواطنيها وشركائها الدوليين.

تُظهر هذه الخطوة موقف سويسرا الاستباقي من المخاوف الأمنية العالمية وتفانيها في تحقيق السلامة الجماعية لمنطقة شنغن. وإقرارًا بالطبيعة المتقلبة للجريمة العابرة للحدود، فإن التبادل المقترح لبيانات سجلات المسافرين الشخصية يشير إلى استراتيجية أوسع نطاقًا لاستباق الأنشطة غير القانونية ومكافحتها من خلال تعزيز قدرات المراقبة وتبادل المعلومات.

وعلاوة على ذلك، فإن المواءمة مع ممارسات الاتحاد الأوروبي تعكس أيضًا التزام سويسرا المستمر بالتعاون الدولي والمواءمة القانونية، لا سيما في مجال العدالة والشؤون الداخلية. ومن المتوقع أن يكون لهذا التدبير آثار بعيدة المدى، ومن المحتمل أن يشكل سابقة للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي داخل منطقة شنغن لاعتماد تدابير أمنية مماثلة وتعزيز نهج موحد لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

التأثير على الزائرين والمهاجرين من الاتحاد الأوروبي

سيكون لاتفاقية تبادل البيانات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي آثار كبيرة على الزائرين والمهاجرين من الاتحاد الأوروبي. من المتوقع أن تؤثر هذه الاتفاقية، التي تركز على مشاركة البيانات مثل تواريخ السفر ومسارات الرحلة ومعلومات الاتصال، على مجموعات مختلفة بطرق مختلفة:

  1. حاملوتأشيرة ETIAS/شنغن: بالنسبة للزائرين لفترات قصيرة من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تؤدي زيادة مشاركة البيانات إلى تبسيط السفر عن طريق تقليل أوقات المعالجة على الحدود. ومع ذلك، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى تدقيق أكثر صرامة في أنماط السفر، مما قد يؤثر على أولئك الذين لديهم تاريخ سفر معقد.

  2. المسافرون/المهاجرون لفترات طويلة: يمكن للعائلات والمستثمرين والرحالة الرقميين والطلاب أن يتوقعوا عملية تدقيق أكثر شمولاً في الخلفية. يمكن أن يؤثر تبادل البيانات على طلبات الإقامة وتصاريح العمل، مع حصول السلطات على المزيد من المعلومات لتقييم تاريخ سفر مقدم الطلب والمخاطر الأمنية المحتملة.

  3. مخاوف تتعلق بالأمن والخصوصية: في حين أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الأمن، إلا أنها تثير تساؤلات حول الخصوصية وحماية البيانات، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يسافرون بشكل متكرر عبر الحدود. سوف يكون التوازن بين الأمن والخصوصية الشخصية نقطة حاسمة للمناقشة والتنظيم.

التأثيرات على سياسات الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي

من المرجح أن تؤثر مبادرة تبادل بيانات السجل الوطني السويسري - الاتحاد الأوروبي على سياسات الهجرة الأوسع نطاقاً داخل الاتحاد الأوروبي:

  1. المواءمة مع لوائح شنغن: يمكن أن تشكل هذه الاتفاقية سابقة للدول الأخرى غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في منطقة شنغن، مما يدفعها إلى اعتماد تدابير مماثلة لتبادل البيانات. قد تؤدي هذه المواءمة إلى سياسات هجرة أكثر توحيدًا وصرامة في جميع أنحاء منطقة شنغن.

  2. صنع السياسات القائمة على البيانات: من خلال تعزيز الوصول إلى بيانات السفر، قد تقوم دول الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياسات الهجرة الخاصة بها بناءً على رؤى جديدة حول أنماط الهجرة والتهديدات الأمنية. وقد يؤدي ذلك إلى ضوابط هجرة أكثر استهدافًا وفعالية.

  3. التعاون الدولي والمواءمة القانونية: تؤكد الاتفاقية على أهمية التعاون الدولي في إدارة الهجرة والأمن. وقد يحفز الاتفاق على مزيد من المواءمة بين الأطر والإجراءات القانونية، لا سيما في مجالي العدالة والشؤون الداخلية، في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والبلدان المرتبطة به.

  4. التأثير على المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي: قد لا يؤثر التبادل المتزايد للبيانات على مواطني الاتحاد الأوروبي فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على مواطني الدول الأخرى المسافرين داخل منطقة الشنغن. يمكن أن تعيد السياسات المعتمدة بعد هذه الاتفاقية تحديد المعايير والعمليات الخاصة بالمهاجرين والزائرين من خارج الاتحاد الأوروبي.

إن اعتماد سويسرا لمسودة التفويض التفاوضي يشير إلى التزام البلاد بالأمن والتعاون الدوليين. وفي الوقت الذي تتقدم فيه هذه الاتفاقية من خلال العملية التشريعية، فإنها تثبت العزم المشترك على مكافحة الجريمة والإرهاب داخل منطقة شنغن.