النمسا تنظر في تمديد الرقابة على الحدود وسط استمرار تدفق المهاجرين

النمسا تنظر في تمديد الرقابة على الحدود وسط استمرار تدفق المهاجرين

يدرس المسؤولون النمساويون الإبقاء على الضوابط الحدودية المؤقتة مع الدول الأوروبية المجاورة. وذلك استجابةً لتدفقات الهجرة المتزايدة.

قال وزير الداخلية جيرهارد كارنر خلال مؤتمر صحفي مشترك إن الإبقاء على حدود قوية قد يكون ضروريًا لأن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (الاتحاد الأوروبي) معرضة للخطر.

مسؤولون حكوميون يدعون إلى اليقظة لفترات طويلة

وشدد كارنر على أنه "طالما أن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لا تعمل، فلا يمكن رفع الضوابط الحدودية الثابتة".

كما أعرب وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان عن قلقه هو الآخر، مشيرًا إلى أن ألمانيا لديها عدد كبير من الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات لجوء دون وثائق سليمة لدخولهم.

انتقادات أثيرت حول الإجراءات المقترحة

انتقد حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا خطة كارنر لتوسيع الضوابط، واصفًا إياها بـ"المسرحية". ويريد الحزب حظر اللجوء على الفور بسبب التوترات المتزايدة.

ويأتي هذا الإعلان بعد تزايد المخاوف من تأثير الأعداد الكبيرة من المهاجرين على أنظمة الأمن الإقليمية وعمليات الهجرة.

وتواصل السلطات مراقبة الوضع وسط دعوات لتوخي الحذر الشديد.

تضخم عدد سكان النمسا وسط التدفق الأوكرانيين

وفقًا لإحصاءات النمسا، ارتفع عدد سكان النمسا بأكثر من 125,000 نسمة اعتبارًا من 1 يناير 2023، مقارنة بعام 2022. وهذه أكبر زيادة سنوية منذ الحرب العالمية الثانية.

ذكر المدير العام توبياس توماس أن معظم هذا النمو جاء من الأشخاص الذين انتقلوا إلى البلاد، حيث زاد عدد المهاجرين بنحو 137,000 شخص عن عدد المهاجرين في العام الماضي.

على وجه التحديد، دخل أكثر من 78,000 أوكراني بينما غادر أقل من 12,000 شخص في خضم الصراع في عام 2022، إلى جانب زيادة التدفقات السورية والألمانية.

ويضاف إلى ذلك أن النمسا تضم الآن أكثر من 1.7 مليون شخص من غير المواطنين النمساويين الذين يشكلون 19% من إجمالي عدد السكان، مقارنة بـ 17.7% في يناير 2022 الماضي.

وقد شهدت العاصمة فيينا أعلى نسبة هجرة وارتفاع في عدد السكان بنسبة 49,000 و2.6% على التوالي.

إمكانية إجراء فحص أكثر شمولاً

قد يؤثر التوسع المحتمل في الضوابط الحدودية على الأشخاص من الاتحاد الأوروبي الذين يرغبون في زيارة بلد آخر في الاتحاد الأوروبي أو الانتقال إليه. بحلول عام 2025، سيخضع المسافرون إلى الاتحاد الأوروبي لنظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي الجديد (ETIAS).

قد تعني زيادة الاهتمام بحدود منطقة الشنغنأيضًا أن المسافرين، بما في ذلك العائلات والطلاب والبدو الرحل الرقميين، سيخضعون لفحوصات أكثر شمولاً.

ومع ذلك، يهدف نظام ETIAS إلى تسهيل السياحة والأعمال التجارية مع تعزيز الأمن.

وضع سياسات الهجرة قيد المراجعة

تعد اقتراحات تعزيز عمليات التفتيش الحدودية جزءاً من مناقشات أوسع نطاقاً في أوروبا حول إيجاد التوازن الصحيح في سياسات الهجرة.

فالتدفق الأخير يختبر قدرات دول الاتحاد الأوروبي بموجب قواعد شنغن وقواعد اللاجئين الحالية.

وبينما تضغط دول مثل النمسا من أجل فرض ضوابط أكثر صرامة على حدودها، فإن ذلك يلفت الانتباه إلى المجالات التي تحتاج إلى تنسيق أفضل أو تغييرات في السياسات للحفاظ على الأمن والسماح بالوصول.

تعزيز التنسيق الإقليمي

يشدّد المسؤولون النمساويون على أهمية تعزيز الحدود الأوروبية وضمان اتباع الأشخاص الذين يدخلون المنطقة للقواعد. وذلك للتعامل مع العدد المتزايد من الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر.

ومع استمرار المناقشات السياسية، يجب على المسؤولين إيجاد توازن بين الحفاظ على أمن الحدود والوفاء بالواجبات القانونية والإنسانية.