أزمة حدود الاتحاد الأوروبي تكشف عن إخفاقات في مجال حقوق الإنسان

أزمة حدود الاتحاد الأوروبي تكشف عن إخفاقات في مجال حقوق الإنسان

تواجه الحدود الأوروبية حالة طوارئ في مجال حقوق الإنسان، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا.

فقد كشفت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية عن سوء معاملة المهاجرين واللاجئين على نطاق واسع، مما يثير تساؤلات خطيرة حول التزام الاتحاد الأوروبي بالكرامة الإنسانية.

ظلال مظلمة على بوابة أوروبا

يرسم التقرير اللاذع للمنظمة صورة قاتمة لحياة المهاجرين واللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي.

ففي بلدان مثل اليونان والمجر وكرواتيا، اتُهمت قوات أمن الحدود بإخضاع الوافدين الجدد لمعاملة مهينة.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الحكومات الوطنية لا تفعل الكثير للتحقيق في هذه الادعاءات.

وقد قوبلت "الادعاءات ذات المصداقية" بسوء المعاملة بـ"جهود غير كافية لتحديد مكان الضحايا والشهود والاستماع إليهم"، كما تقول المنظمة.

هذا التقصير في اتخاذ الإجراءات اللازمة يسمح باستمرار الانتهاكات دون رادع، مما يترك الأشخاص المستضعفين في أوضاع مزرية.

تاريخ مقلق يعيد نفسه

المشاكل على حدود الاتحاد الأوروبي ليست جديدة، ولكن يبدو أنها تزداد سوءًا.

في العام الماضي، أبلغت لجنة منع التعذيب التابعة لمجلس أوروبا (CPT) عن حوادث مروعة مثل:

  • تجريد المهاجرين من ملابسهم

  • تعرض الأشخاص للضرب من قبل حرس الحدود

  • الاحتجاز المطول الذي يخالف القانون الأوروبي

هذه ليست حالات معزولة. فقد سبق للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن قضت خمس مرات بعدم النظر في ادعاءات موثوقة عن إساءة المعاملة بشكل صحيح.

وهذا يدل على نمط مقلق من الإهمال عندما يتعلق الأمر بحماية حقوق الإنسان.

Children gathered around an outdoor stove at a refugee campsite

(الصورة مقدمة من أحمد عكاشة عبر Pexels)

عندما تصبح الحدود قاتلة

في بعض الحالات، كان لسوء المعاملة نتائج مميتة.

فقد وجدتحقيق أجرته بي بي سي أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن 40 حالة وفاة على الأقل على مدى ثلاث سنوات، وذلك بإجبار المهاجرين على العودة إلى البحر، وهي ممارسة تعرف باسم "الإعادة القسرية".

وفي تسع من هذه الحالات، تم "إلقاء الناس عمداً في المياه".

يسلط هذا الكشف الصادم الضوء على المخاطر الشديدة التي يواجهها الباحثون عن الأمان في أوروبا.

المعاناة الهادئة لمن لا صوت لهم

يوضح تقرير المنظمة الدولية للهجرة أن الخوف والترهيب يلعبان دوراً كبيراً في عدم تحدث الضحايا عن هذه الانتهاكات.

فالعديد من المهاجرين يخشون التحدث لأنهم يخشون أن يضر ذلك بفرصهم في الحصول على اللجوء.

وفي بعض البلدان، مثل قبرص، هناك رادع أكبر من ذلك. فقد يواجه المهاجرون عقوبات مالية إذا قررت السلطات أن شكواهم كاذبة. ويخلق هذا مناخاً من الخوف حيث لا يتم الإبلاغ عن الانتهاكات دون عقاب.

Refugees sleeping at station

(الصورة مقدمة من ديفيد بينادو عبر بيكسلز)

عبء الإجحاف غير المرئي

كما كشف البحث الذي أجرته المنظمة عن اتجاه مقلق للعنصرية.

فبعد التحدث إلى مهاجرين من أفريقيا في 13 دولة في الاتحاد الأوروبي، وجدوا أن الحوادث العنصرية غالباً ما لا يتم الإبلاغ عنها لأن العديد من المهاجرين يعتقدون أن "لا شيء سيتغير" حتى لو اشتكوا.

يضيف هذا الشعور باليأس طبقة أخرى إلى المشاكل المعقدة بالفعل التي يواجهها الأشخاص الذين يبحثون عن حياة جديدة في أوروبا.

تأثير مضاعف على السفر والهجرة

في حين يركز تقرير الوكالة الأوروبية للاجئين على معاملة طالبي اللجوء واللاجئين، إلا أن نتائجه لها آثار على جميع المسافرين إلى الاتحاد الأوروبي.

يهدف الإطلاق المرتقب لنظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS) في عام 2025 إلى تحسين أمن الحدود.

ومع ذلك، تثير هذه الأخبار تساؤلات حول كيفية تأثير التدقيق المتزايد على الزوار حتى على المدى القصير.

وبالنسبة للمهاجرين على المدى الطويل، فإن الوضع أكثر إثارة للقلق.

يشير التقرير إلى وجود مشكلة منهجية في كيفية تعامل بعض دول الاتحاد الأوروبي مع غير الأوروبيين. وهذا يمكن أن يجعل عملية الاستقرار في بلد جديد أكثر صعوبة وربما أكثر خطورة.

مفترق طرق للقيم الأوروبية

من المرجح أن يثير هذا التقرير مناقشات جادة حول سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي. فهو يسلط الضوء على وجود فجوة بين قيم الاتحاد الأوروبي المعلنة لحقوق الإنسان والواقع على حدوده.

وقد تواجه الدول الأعضاء ضغوطاً من أجل

  • تحسين الرقابة على قوات الحدود

  • إنشاء أنظمة أفضل للتحقيق في ادعاءات الانتهاكات

  • تنفيذ برامج تدريبية لمعالجة قضايا العنصرية والتمييز

قد تقاوم بعض الدول التغييرات بحجة أن الرقابة الصارمة على الحدود ضرورية لتحقيق الأمن.

ومع ذلك، فإن الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان قد تفرض إعادة التفكير في النهج الحالية للهجرة وإدارة الحدود.

لحظة الحقيقة بالنسبة لأوروبا

يعتبر تقرير وكالة الحدود الخارجية بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبي. فهو يُظهر أن حدود الاتحاد الأوروبي أصبحت أماكن يتم فيها تجاهل حقوق الإنسان في كثير من الأحيان.

وهذه مشكلة خطيرة بالنسبة لمنطقة تفتخر بكونها منارة للديمقراطية وحقوق الإنسان.

ومع انتشار هذه الأخبار، قد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط الشعبي من أجل الإصلاح. ويتمثل التحدي الآن في أن يجد قادة الاتحاد الأوروبي التوازن بين أمن الحدود ومعاملة جميع الناس بكرامة واحترام.